الرحمة...... والرحمة

عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 20/09/2011

بسم اللة الرحمن الرحيم

حينما تجدب الأرض ويضعف الخلق وتنفق الكائنات ويجف الزرع حينئذ يبصر الإنسان أنه في خطر عظيم، فتبدأ القلوب بالخفقان والأيادي بالابتهال والألسنة بالدعاء، حينها تبصر الأبصار الحقيقة التي لا يمكن أن تغيب وهي أن للكون إله وأنه يجب أن تتوجه إليه الحياة بكل ما تعنيه تستمطر رحمته الواسعة.

تتأخر بركات السماء، فتهب الأفئدة إلى خالقها تسأله اللطف والرحمة، تبكي تتوسل بكل الوسائل حتى ينظر إليها بعين الرحمة والقبول، وفي ثنايا تلك الجموع الهادرة تغيب أمور لا يمكن أن يتجاهلها أحد، وتبتعد الأنظار عن مسائل ما كان ينبغي لها أن تهملها.

أنى للبشر أن يسألوا الخالق العظيم الرحمة ثم لا يسألون قبل ذلك عن مكانة الرحمة فيما بينهم، كيف تبتلع قلوب آهات بشر يئنون من شتى أنواع الألم دون أن تتمهل لما اقترفته بحق أولئك المظلومين.

وليس شرطاً أن يكون المظلوم على هيئة ما، فقد تجده في كل صفة طالما أنه لم يتمكن من استرداد حقه، بل وقف مغلول الأيادي، فإن نطق كان في خطر وإن سكت كان في خطر عظيم، والمظلوم لا يختص بفئة دون أخرى ولون دون لون.

لقد تعدى الظلم البشر إلى غير البشر، فلم تنجُ مخلوقات عديدة من ظلم بني البشر، وتعدى الظلم ليصل إلى الجماد.

إن القلوب المتحجرة المتكبرة التي تحاول جاهدة نيل رحمة الله يجب أن تسأل نفسها عما فعلته في مَن استعطفها واستلطفها وطلب منها الرحمة والغوث.

صدق الحبيب المصطفى حين قال: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، فهل يمكن أن تنزل الرحمة على قوم ظالمين؟

الظلم هو كل أخذ بغير حق، والشرائع السماوية والأخلاق النبيلة لا تجيزه، بل حرمه رب السموات والأرض على نفسه وجعله بين خلقه محرماً.

إن القلوب حينما تشعر بما اقترفته بحق غيرها من ظلم بكافة أشكاله ودرجاته ستعمل جاهدة على تصفية ما بينها وبين الخلق من ظلم وضغينة وكل سوء، حينما تصفوا القلوب وتطمئن السرائر بالإيمان، حينها ستدرك فداحة ما اقترفته من ظلم، فما من حق مسلوب إلا ويكافئه ظلم قائم، وهكذا دواليك، فما من حق قائم إلا ويقابله ظلم معدوم، وعلى درجة كل واحد ستجد الطرف الآخر، فإن رأيت ظلماً عظيماً فهذا يعني أن ثمة حق عظيم قد هضم وغُيب عن أصحابه. وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يرون عثراتهم وحتى عثرات أنعامهم نتيجة ذنوبهم.

ما أجمل أن نجأر إلى الله العلي العظيم وقلوبنا عامرة بالإيمان واليقين، ونفوسنا قد تحلت بالعدل، وما أجمل الفرار إلى الله عز وجل.

Admin عدد المساهمات : 147 تاريخ التسجيل : 27/04/2011

جزيت خيرا اخي
كلمات روعه
تابع...................

عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 20/09/2011

تسلم اخوي على مرورك الطيب ... ولا تحرمنا من ملاحظاتك الطيبة

اخوكم ابو احمد

عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 29/04/2011

تقبل مروررررررررررررري