بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تحقق هدفك
يوجد لدى كلاً منا هدفاً ويتمنى تحقيقه، فكثيراً منا يكتفي بالهدف كحلم ويعتبره صعب المنال أما الآن فاطمئن فهدفك يمكن تحقيقه فما هو هدفك؟ هل هدفك أن تخفض وزنك؟ أم هدفك النجاح في الاختبار القادم؟ وربما هدفك كيف تثير اهتمام رئيسك في العمل؟ مهما اختلفت الأهداف فأنها تتفق في شئ واحد هو "التحدي" كيف ستتحدى كل العوائق لتحقيق هذا الهدف.
الغاية من الهدف
من خصائص الهدف أنه يقود ويوجه ويرشد السلوك الإرادي لغـرض الـوصــول إلى المسعى وتحقيقه، فبدون تلك القيادة وهذا الإرشاد والتوجيه للفعل والحركة لانتاب العمل الإنساني تعثرات وفوضى، وأصبح السلوك لا يحقق غاية مبتغاه محددة، ويتساوى حينذاك النشاط وعدمه في القيمة، أو تصير العملية السلوكية آلية روتينية وتقليدية لا يرجى من نتائجها فائدة تذكر، وبالتأكيد فإن العمل في النهاية لا يؤدي بالإنسان أو المجتمع إلى أي تغير أو تطور فكري أو ثقافي.
فالهدف هو "نهاية عملية، وتكون لهذه العملية بداية، ويربط ما بين البداية والنهاية خطوات مترابطة متكاملة تأتي كل واحدة تلو الأخرى في ترتيب يؤدي إلى تحقيق الغاية".
خطوات لتحقيق الهدف المنشود
وضوح الهدف
يجب أن يكون الهدف واضحاً وواقعياً في مخيلتك غير معمم أو ضبابي، فمثلاً قد يكون هدفك هو المال، ولكن هذا الهدف غير واضح المعالم فمن أين هذا المال سيأتي؟ أو ماذا ستفعل حتى تجني هذا المال؟ أو قد يكون هدفك الجمال، ولكن ماذا تريد بالضبط هل خفض وزنك؟ أم تفتيح بشرتك؟ أم إجراء عملية تجميلية؟، وهكذا فلابد للهدف من رؤية واضحة ومحددة، وكلما كان الهدف واضح وواقعي كلما كان سهل التحقيق وفرصة نجاحه أكبر.
قَسِّم هدفك إلى أهداف صغيرة
حينما يكون الهدف صعب المنال فعليك بوضع أهداف صغيرة للوصول إلى الهدف الأكبر، فمثلاً للوصول إلى خفض الوزن 30 كيلو جرام فيمكنك تجزئة هذه الكيلوات إلى أهداف فيكون الهدف الأول خفض 5 كيلو ثم المرحلة الأخرى 10 كيلو وهكذا، ومن شأن هذه الطريقة تسهيل الوصول إلى الهدف خاصة أنه يسهل على العقل تصور فقد 5 كيلو جرام بسهولة أكبر من فقد 30 أو 40 كيلو جرام دفعة واحدة.
تخيل هدفك
فبعد تحديد هدفك ووضع الخطوات المؤدية إليه وهى تقسيمه إلى أهداف صغيرة، الآن عليك الاسترخاء وتخيل نفسك وقد حققت هذا الهدف ستشعر بالسعادة، ثم اسمع عبارات المدح من المحيطين بك, وتخيل أنك الآن كما تريد بالفعل استغرق في هذا الحلم، والآن عليك كلما واجهتك المصاعب أو طال عليك الطريق أن تتذكر هذه المشاعر والتي ستكون الدافع القوي لاستكمال مسيرتك.
اكتب هدفك
نعم عليك بكتابة الهدف وبخط كبير في ورقة بيضاء، ثم ضع هذه الورقة في مكان يسهل عليك الاطلاع عليها، فقد ثبت أن كتابة الأهداف هى وسيلة فعالة في جعل العقل الباطن مستعد لتصديق إمكانية حدوث هذا الهدف وهى وسيلة في تحديد الهدف، فعندما تكون الأهداف غير مكتوبة فقد يشوبها بعض التشويش لكن كتابتها تجعل الهدف واضح وصريح وقابل للتنفيذ.
تعرف على إمكانياتك
بعد تحديد الهدف وتخيله وتصديقه ثم العمل على كيفية تنفيذه من خلال تقسيمه إذا لزم الأمر، فعليك أن تتعرف على إمكانياتك وقدراتك وأنا هنا لن أقول لك أنك غير قادر على تنفيذ أي شئ، ولكن يجب وضع طاقتك في المثابرة ووضع الأدوات المتاحة لك في الاعتبار، فمثلاً قد يكون هدفك التعلم بالخارج وفي الحقيقة أنت لا تملك اللغة المؤهلة لك بالسفر أو لا تملك النقود المعينة لك على السفر أو أسباب أخرى، هناك أسباب كثيرة قد تنقصنا نحن أو تكون خارجة عن إرادتنا ولكن حتى نحقق أهدافنا يجب وضع أهداف في نطاق إمكانياتنا أو العمل على تسهيل هذه الصعاب.
كلمة لا
كلمة سهلة ونستخدمها في حياتنا بكثرة إلا عند تحقيق أهدافنا قد لا نقولها للعوامل الخارجية المشتتة، فتعلم أن تقول لا لمن يؤخرك عن تحقيق هدفك، وتعلم أن تقول لا للكسل لا للأصدقاء الذين يستهلكون كل طاقتك ووقتك، لا لتشتيت ذهنك عن ما حددته مسبقاً، تعلم أن تقول لا.
اجعل الفشل دافعاً
لا يعني بالضرورة أن كل خطواتنا قد تنجح بالوجه الذى نريده، فإذا فشلت في نيل وظيفة اجعل هذا الفشل دافع لك في البحث عن سبب عدم قبولك لهذه الوظيفة؟ لا تندب حظك وتتهم غيرك بالوساطة حتى وإن كان صحيحاً ولكن فكر كيف نجح كل من كانوا بالأمس في الحضيض، بالتأكيد كانت لديهم من القدرات ما جعلتهم يتفوقون حتى على الوساطة، إذن خذ من فشلك دافع لتنمية ذاتك وإثبت لنفسك قبل أي شخص أنك مكسب لأي شخص في أي وظيفة، ولعل العالم أديسون المشهور بكثرة فشله قبل تحقيق هدفه مثلاً لنا، فقد مر العالم أديسون ومعه فريق عملِه، بــ 17000 تجربة علمية فاشلة قبل النجاح في استخراج مادة اللثي (لبن الشجر) بكميات صناعية من نباتٍ واحدٍ فقط.
كن مرناً مع العوائق
عرّف الدكتور إبراهيم الفقي المرونة هى القدرة على التكيف الإيجابي مع الأحوال والأحداث بما يحقق الحصيلة. فالشخص الأكثر مرونة هو الأكثر تأثيراً ونجاحاً في بيئته ومجتمعه وبيته، والمرونة تعتبر من أهم مبادئ ومقدمات النجاح، فالإنسان المرن في التعامل مع الآخرين ومع تحديات الحياة سيكون له القوة والتحكم في الأمور، أما الإنسان الذي يصر علي موقفه ولا يحاول التعايش مع التغيرات المحيطة به سيكون نصيبه الأحاسيس السلبية وضياع الفرص.
والمرونة لا تعني النفاق في المبادئ، ولكنها تعني تبني وجهات النظر الأخرى لمحاولة الوصول إلى الرأى الصواب في تحقيق الهدف، وكما قيل الحكمة ضالة المؤمن فأنّى وجدها فهو الأولى بها، فلا تجعل تشبثك بطرقك البالية أو أفكارك القديمة والتي أثبتت فشلها عائقاً في تحقيق الهدف بل اتركها فوراً إذا وجدت عدم جدوها وابحث عن حلول بديلة.
لا سبيل إلا للنجاح
إذا اقتنعت بهذا فلن ترضى بالفشل أبداً، ولن تجد في قاموسك ماذا لو لم أنجح، فلا ترضى للنجاح بديلاً، توكل على الله وابذل مجهوداً وضع ثقتك في الله ثم في نفسك وبالتأكيد النجاح حليفك، حتى إذا فشلت أو جانبك الصواب في خطوة فلا تقل أبداً فشلت فقد يكون النجاح في الخطوة التالية وأنت لا تدري، وقد يكون الفشل الحالي هو إنذار لعدم تكراره في وقت لا يقبل هذا الفشل، وتكون هذه التجربة بمثابة خبرة مكتسبة تحذرك دائماً "انتبه فلقد مررت من هنا من قبل فاعتبر".
حاول تجنبهم
كثيرون هم أعداء النجاح والمثبطين للهمم سواء عن قصد وبسوء نية تجاهك أو عن غير قصد وبحسن نية، فنصيحتي ابتعد عنهم قدر الإمكان ولا تعرض عليهم أفكارك ولا تشاركهم في أحلامك. ابتعد عن المتشائمين، ابتعد عن الحاقدين، ابتعد عن الساخرين، ابتعد عن الحاسدين، ابتعد عن السلبيين حتى تحقق هدفك ثم اخرج عليهم منتصراً.
راجع خطتك بشكل دوري
النسيان طبيعة إنسانية ولا يمكن إنكارها، كما أنه كلما طال الطريق وكان صعباً كلما كان فقدان العزيمة والاستسلام أقرب لك من أي شئ، لذا كلما جاءك هذا الشعور فعليك قراءة هدفك مرة اخرى وراجع خطتك وما تم تنفيذه حتى الآن، استرجع شعورك بالنصر والفرح بالوصول إلى هدفك، خذ نفس عميق املأ رئتيك بالأوكسجين، وانظر إلى نفسك وقل بصوت مسموع لا مجال للرجوع.
اعطى نفسك شوكولاتة
بالطبع كلنا نحب الشوكولاتة، ولكن ما نعنيه أنه عليك بين الحين والآخر الاحتفال بإنجازاتك، خذ فترة قصيرة لتتأمل خطواتك وتكافئ نفسك على ما وصلت إليه ولو كان هذا التدليل مجرد قطعة شوكولاتة.
انتبه فقد وصلت إلى هدفك
نعم إذا اتبعت هذه الخطوات فالنجاح بإذن الله من نصيبك، لكن هل انتهت كل أحلامك واختفت كل أهدافك؟ إن حياة الإنسان لا تكتمل إلا بوجود هدف للحياه من أجله وإلا فإننا نفقد معنى الحياه، ويسيطر على حياتنا الفراغ واليأس بديلاً عنه، لذا اجعل لحياتك أهداف متتابعة ونجاحات متلاحقة واشعر بأنك إنسان.
النموذج
كم هو جميل الوصول إلى أهدافنا وشعورنا بقيمتنا وأن المستحيل هى كلمة اخترعها الإنسان الفاشل ليحول فشله إلى وهم، واعتبر الفشل أقوى منه عزيمة ليعود منحني الرأس، وقد أراح المارد الحالم بالنجاح بكلمات جوفاء.
وقد أشرنا في أول المقال عن أهمية كتابة الهدف وتأثيره على نجاح خطة الهدف وتحقيقه، ولكن قد يقول البعض ماذا اكتب؟ وما هى العناصر؟ لذلك سوف نقوم بعرض نموذج مبسط عن كيفية كتابة خطة الهدف بصورة واضحة ومحددة.
الهدف: اكتب الهدف باسمه وليكن مثلاً "اتقان اللغة الإنجليزية".
العوائق: مثل لغة جديدة لا أستطيع فهمها بمفردى.
الوسائل المساعدة: آخذ بعض الكورسات - متابعة نشرات الأخبار الإنجليزية.
الفترة: تحقيق هذا الحلم في فترة عام واحد مثلاً.
تقسيم الهدف: إتقان مهارة التحدث - الكتابة - القراءة.